الخميس، 10 جويلية 2008

الرديف.. الحياة تسكبُ الجنوب بعيدًا

يصدر خلال هذه الأيام كتاب شعري جديد للشاعر التونسي وليد الزريبي تحت عنوان “الرديف.. الحياة تسكبُ الجنوب بعيدًا
سنوصد الأبواب،
ونسدّ شقوق الحيطان.
حتى إذا ما أوجعتنا يا بلدي
لم يصل نواحنا إلى أذن الجار.
نحن نبكي سرّا يا بلدي
غير أنّ الذي يُسمع من بعيد، عصافير قلوبنا الصغيرة،
التي تخربش داخل أقفاص صدورنا،
لم نفعل شيئا سوى أننا كسرنا لها أضلعنا لتطير،
وطلينا لها بالأزرق السقف والجدران
*********
وطني أيها السر الكبير..
ما هذه العقدة التي سبّبتها لنا،
لنتصرف في كل شيء كاللصوص وقطاع الطرق.
وأنا نحيا بسرية تامة،
نكتب بسرية..
نبكي بسرية..
حتى أصابتنا عقدة السر الكبير.
فهجرنا زوجاتنا،
وأدمنا العادات السرية
***********
انظر إلى شكل هذه المدينة:
شعرها من حرير
ثغرها لين وشفّاف
أصابعها ذهب خالص
صباحاتها تُسمع من بعيد
موسيقاها تتدفّق باستمرار
قِبابها من اللاّزورد.
إنّها تفرط في كلّ شيء
تلك الجاحدة،
في ليلها قمر ناعم
سجون وأظافر كثيرة

ليست هناك تعليقات: