الأحد، 3 أوت 2008

المدن الجريحة

الـمُـدُنُ الجَـرِيحَـة
الإهداء:إلى جمعة الحاجّي، عفاف بن الناصر، خيرة لعماري ونساء الانتصار
.(الأولى)
يَلهَثُ الـمَنْجَمِي
ُّعلى حافةِ الشَّارع الرّئيسيّ
يُـنَـادي "لا تخلعُوا قوتنا
وتُفتّشُوا بُيوتنا الخاويةَ
"أبِِي قال لِي" أنّ ألمنجميّ، يرثُ المنجميّ"
يَرِثُ طينهُ ورزقهُ
يَرِثُ التفاصيلَ حتَّى المقبرةَ
هِيَ قريةٌ كأنّهَا مَوْجةَ ريحٍ عاصفٍ يزرعُ الأرضَ المالحةَ
كلّ يومٍ منْ سَواعدِهِ
يَعْرَقُ والتّعبُ يُبَلّلُه
ُيَثُورُ مَرَّاتٍ
ثُمَّ يَبْرُدُ كَثَوْرِ المعرَكَة
هو السّائرُ والزّاحفُ والطائرُ في أرضه
حيّا إذا سرَى لرزقه
هُمُ الذين خرّبوك مرّة
ثم مرّات
هُم ُاللذينَ أَطْلَقُوا الموتَ عليكَ أيّهاالمنجميُّ الحيّ
(الثانية)
هِِيَ تُنَـادي" سَرَقُوا الوجْه
َفي اللّيلةِ الخامِسَةِ
أُخرج أيّها الأبيُّ منتفضًا
كالأجداد حتّى الجبلْ
"أيّتهُاَ السّائرةُ بينَ الخَيْمَةْ والخيمة المنتصْبَة
حافية
ًتَرْفعِينَ جَبْهَتِهِم
ْوتحطّينَ الوليد
ْتوزّعينَ رائحة الرحلةِ القادمة
تَـذَكّري
أَنّكِ المنتصِرَة
تَـأَخَّرَ قِطَارَهُمُ هَذِهِ المرّة
تَـذَكّرِي
َأنَّـهُم
ُهُمُ الذينَ جاءُوا باللّيل الأسْوَد
ِومدُّوا العَسَاكِرَ في الطّريق
هُمُ الذينَ قطعُوا الخبزَ والماءَ والأرضَ وتركُوها خالية
ًهُمُ الذينَ اقتحمُوا أسْوارَ الرّحلةِ القَاسِيَة
وَرَمُوا النَّارَ على الوجوهِ البَاسِـمَة
(الثالثة)
"تَـبَّ الدّيتْ"
لا َتُـنْبِت ُالوَرْدَ على ظهرِ الأحْجَارِ الـمُـوحِشَة
وَحْدَهَا ا لشَّمْسُ هديةُ كُل ّالعُشَّاق نُسَمِّي "المولودَ" لديْنا كُلَّمَا عَادَ إلينَا مِنَ الأنفَاق
نُسَـلِّمْ عَلـَيْه
ِوَنَهْمِسُ لَهُ بأعينُنِاَ بِأَنَّ فِرَاخه تَرْتَجِفُ منَ الأشْوَاق
يَعُودُ "المولودُ" مِـنَّا مَفْـقُودً
احـتَّى تُـخْبرنا عنهُ قادمُ الأيّام
ِأو نُـوَاحَ الفِـرَاق "تَـبَّ الدِّيتْ"
هُـمُ منْ حَرَقُوهُ
وفرُّوا
بعدَ ما طمسُوا وَجْهَهُ
وعلَّقُوا رُوحَهُ
و أشْعَلُوا كافةَ الأوْرَاق
لطـفي الهمـّامي

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

merci perturbateur

غير معرف يقول...

تحيا الرديف و نساء الرديف اشرف و اشجع من اشباه الرجال من البوليس الجبان